HPG

قوات الدفاع الشعبي الكردستاني

إلى الإعلام والرأي العام!

أبدى رفيقنا شيار جزيري في 1 أيار في منطقة متينا، ورفيقنا باران جيا في 25 أيار في منطقة الشهيد دليل غرب زاب مقاومة فريدة ضد هجمات جيش الاحتلال التركي الذي نفذه بأسلوب كمين ضد جبهاتنا، وارتقيا إلى مرتبة الشهادة.

ونستذكر بكل تقدير واحترام أبناء شعب كوباني وجزيرا بوطان، الأعزاء، رفيقانا شيار وباران، اللذان أصبحا رمزاً للانتفاضة والوطنية، ونتعهد بأننا سنحمل نضال رفيقينا الشهيدين إلى النصر، ونخلّد ذكراهما، وتعمل على تحقيق أهدافهما، وعدم السماح بأن تذهب دمائهما سدى.

وعلى هذا الأساس، نتقدم في شخص ذوي شهيدينا العزيزين، بأحرّ التعازي إلى شعب جزيرا بوطان وكوباني، وإلى عموم الشعب الكردي.

المعلومات التفصيلية حول سجلّ رفيقينا الشهيدين هي على النحو التالي:

 

الاسم الحركي: شيار جزير

الاسم والنسبة: عمر بايار

مكان الولادة: شرناخ

اسم الأم - الأب: فلك ناز- إبراهيم

مكان وتاريخ الاستشهاد: 1 أيار-2025/ متينا

 

شيار جزير – عمر بايار

 

الاسم الحركي: باران جيا

الاسم والنسبة: آلان علي

مكان الولادة: كوباني

اسم الأم - الأب: خضرة - كمال

مكان وتاريخ الاستشهاد: 25 أيار2025/ زاب

 

باران جيا – آلان علي

 

شيار جزير
مثّل شعبنا في منطقة بوطان، بموقفه الذي لا يرضخ للظلم وبصلابته خط الوطنية الحقيقي، وقد أشرك منذ تأسيس حزبنا حزب العمال الكردستاني وحتى اليوم الآلاف من أبنائه الأبطال ضمن صفوف نضالنا، حيث وُلد رفيقنا شيار في جزيرا بوطان، حيث تتجذّر قيم الحرية وتبقى روح الانتفاضة فيها حيّة دائماً، وقد بدأ رفيقنا يشعر بالتعاطف مع الكريلا في سن مبكرة، وذلك نظراً لكون عائلته وطنية، ووجود انضمامات من محيطه القريب في صفوف حزب العمال الكردستاني، وقد تفتّحت مشاعره الثورية في طفولته بعد أن شهد ظلم الدولة والضغوطات التي تُمارس بحق  شعبنا، ما ولّد لديه غضباً تجاه المحتلين، ونشأ رفيقنا وهو متمسّك بثقافته الأصلية وقيمه، وأظهر موقفاً مشرفاً ضد سياسات الدولة القمعية، وضد سياسات الانحلال وصهر الهوية خلال فترة دراسته في مدارس النظام، وقد شكّل عدم تمكنه من التحدث بلغته الأم الكردية بحرية مصدر تناقض وتساؤلات داخلية بالنسبة له، ورغم أنه ارتاد مدارس الدولة لمدة ثماني سنوات، إلا أن غضبه من النظام ورغبته في دعم أسرته مادياً دفعاه إلى التخلي عن الدراسة في المدرسة، وعلى الرغم من صغر سنه، تمكّن رفيقنا من أن يكون مصدر دعم اقتصادي لعائلته، وأصبح شخصية محبوبة بفضل روحه العملية والكادحة، ومع تعمّقه في فهم حقيقة العدو، رغب في الانضمام إلى مقاومة الكريلا البطولية، لكنه اضطر إلى تأجيل هذا القرار بسبب صغر سنه، وبدأ رفيقنا خلال المرحلة التي تصاعدت فيها هجمات مرتزقة داعش، يوسّع من بحثه للانخراط في النضال، وتأثر كثيراً بتضحيات المناضلين الآبوجيين الفدائيين الذين دافعوا عن شعبنا بأرواحهم، وأدرك أن السبيل الوحيد للإجابة على هذه التطلعات هو الانضمام إلى صفوف النضال، حيث استمدّ رفيقنا شيار قوّة كبيرة من الهزيمة التاريخية التي ألحقها المقاتلون الآبوجيين الفدائيون بمرتزقة داعش وداعميهم في مقاومة كوباني الأسطورية، وقرر الانضمام إلى صفوف النضال، واتجه نحو ديار الكريلا المقدسة.
انضم رفيقنا شيار في عام 2014 إلى صفوف الكريلا في منطقة بوطان، حيث خاض أولى تجاربه في حياة الكريلا هناك، وبعد فترة من بقائه في بوطان، انتقل إلى مناطق الدفاع المشروع من أجل تلقي التدريب الخاص بالمقاتلين الجدد، وسرعان ما وصل إلى مستوى يمكّنه من تحمّل المسؤوليات بفضل حماسه الكبير ومشاركته الفاعلة في التدريبات، وأُتيحت له فرصة على وجه الخصوص خلال التدريبات الأيديولوجية التي تلقّاها التعرّف بعمق أكبر على حزبنا حزب العمال الكردستاني، وجعل هدفه أن يكون مدافعاً صلبًاً، وتطوّر بسرعة ملحوظة عن القيم التي أُسِّست بتضحيات قائدنا وشهدائنا الأبطال، ومع مشاركته المتحمّسة وتركيزه العميق في الدورات التدريبية، انتقل إلى ساحات التطبيق العملي بعد أن أنهى تدريبه بنجاح، حيث أتيحت له الفرصة لتطبيق ما تعلّمه، وقد شارك بنشاط في الحياة اليومية، وأثّر في رفاق دربه بشخصيته المتواضعة والناضجة، ومع تصاعد هجمات مرتزقة داعش على روج آفا، جنوب كردستان، وشنكال، سعى رفيقنا لأداء واجبه التاريخي، واتخذ مكانه في المناطق التي كانت الهجمات فيها على أشدّها، وشارك في العديد من العمليات الناجحة بفضل موقفه المسؤول والفعّال، وأصبح قدوة يُحتذى به مع اكتسابه للخبرة العسكرية، وتصرف كقيادي طبيعي، جعل من خصائص المقاتل الآبوجي مقياساً لحياته، وأدى كل مهمة أوكلت إليه على أكمل وجه، كما عاد مرة أخرى إلى جبال الحرية في فترة تكثّفت فيها عمليات دولة الاحتلال التركي التي سعت لتصفية حزب العمال الكردستاني وقمع شعبنا، وأخذ مكانه في صفوف النضال، ولم يبخل بخبراته العسكرية على رفاقه، وكان مثالاً يُقتدى به في التضحية، والرفاقية العميقة، والارتباط القوي بالمبادئ، وبذل جهداً كبيراً في العديد من المهام في منطقة متينا، وأيضاً شارك رفيقنا بشجاعة وفدائية عظيمين ضمن فرق الكريلا المتخصصة في القتال في السهول وأنفاق المعارك، واكتسب احترام ومحبة رفاقه، وأصبح من بين رفاقنا الفدائيين الذين لم يسمحوا للمحتلين بالمرور.

استشهد رفيقنا شيار في 1 أيار 2025 في متينا أثناء أدائه لمهامه، نتيجة كمين غادر نفّذه جيش الاحتلال التركي، وإننا نعاهد بصفتنا رفاق دربه، بأننا سنرفع راية النضال التي سلّمها لنا رفيقنا شيار عالياً ونتوجها بالنصر.

باران جيا
لقد أصبحت مدينتنا كوباني بمقاومتها التاريخية ضد مرتزقة داعش العدوانية التي تحارب الإنسانية، حجر الزاوية في ثورة الحرية في روج آفا، حيث تحتل مكانة مقدسة في قلوب جميع الشعوب، لم يبتعد شعبنا في كوباني بالرغم من هجمات المحتلين التي تستهدف الشعب بسياسات الانصهار، والإنكار والإبادة الجماعية، عن قيمه الاجتماعية الأصيلة، بل أشرك أعز أبنائه بصفوف حركة حرية كردستان، وقد نشأ رفيقنا باران الذي وُلد في كوباني، المدينة التي ينبض فيها دوماً الشعور بالوطنية وثقافة المقاومة، في كنف عائلة وطنية متجذرة في هذا التقليد الراسخ، وأصبح رفيقنا باران شاهداً على الهجمات التي شنها مرتزقة داعش بهدف إبادة شعبنا، وشارك بلا تردد في صفوف المقاومة في الصفوف الأمامية للدفاع عن شعبنا المضطهد، وركز رفيقنا باران، خلال هذه المرحلة على الأسباب التي جعلت الدول المحتلة مرتزقتها الموالين لها تستهدف شعبنا بشكل خاص، وقرأ أفكار القائد آبو وتأثر بها كثيراً، حيث حلل مجتمعه وتاريخه وثقافته، مما عزز دوافعه للنضال أكثر فأكثر، كان قلبه ينبض حيثما وُجد اعتداء على شعبه، وانضم على هذا الأساس إلى النضال التحرري للشعب لكردي، كما كان باران في الصفوف الأمامية مرة أخرى عندما بدأت هجمات الإبادة الجماعية على شعبنا الإيزيدي في شنكال.

وآمن رفيقنا باران بأن أفضل رد على هجمات الإنكار والإبادة من قبل المحتلين هو الانضمام إلى صفوف كريلا حرية كردستان، ولذلك اتجه في 2015 إلى جبال كردستان التي طالما رغِب في الوصول إليها.

أكمل رفيقنا باران بنجاح التدريب الأساسي للكريلا بعد انضمامه إلى صفوف كريلا حرية كردستان، وخاض معارك عديدة في ساحات مختلفة، كما اكتسب خبرة كبيرة في الحرب، ودمج تجاربه للكريلا مع تكتيكات كريلا العصر الحديث، وتخصص في عدة مجالات، وأحدث تغييرات كبيرة في شخصيته، وزاد ارتباطه بالحياة الحرة مع تعمقه في فهم حقيقة القائد آبو العالمية، وأصبح مقاتلاً آبوجياً فدائياً يتبنى اطروحات القائد، وتطهر من خلال دراسة إيديولوجية وفلسفة القائد آبو من شوائب النظام الرأسمالي، وكان رفيقنا باران يعلم أن الحرية الحقيقية التي كان يبحث عنها تكمن في صفوف حزب العمال الكردستاني، فأخذ دوراً أكثر نشاطاً في هذه الحياة المقدسة، وأظهر مشاركة نقية في كل ساحة تواجد فيها، لم يستسلم رفيقنا باران أبداً في السعي وراء أهدافه، وبذل قصارى جهده للوفاء بكل المهام الموكلة إليه بنجاح، وجعل من شهدائنا الخالدين سبباً للثأر، ورفع من مستوى مقاومته ومشاركته استجابةً لذكرى الشهداء، وأصبح ذو مكانة عظيمة جداً، وكان يسعى دائماً من هذا المنطلق التواجد أحياناً في الصفوف الأمامية في أصعب مراحل الحرب العنيفة من أجل تنفيذ مهامه، وأصبح بذهابه إلى منطقة الشهيد دليل غرب زاب جزءاً من المقاومة التاريخية ضد المحتلين، وتمركز ضمن فرق كريلا المحترفة، وأظهر برفقة رفاقه شجاعة وفدائية في السهول وأنفاق المعارك، كما شارك في العديد من العمليات التي تم توجيه ضربات عنيفة من خلالها للعدو، وأصبح بفضل تضحيته، مشاركته القوية وسلوكه الراسخ محبوباً في كل مكان تواجد فيه، وتمازج مع رفاقه ليصبح مقاتلاً للروح الفدائية الآبوجية، وشارك دوماً بحماس ومعنويات عالية بالرغم كل الصعوبات في ساحة المعركة، وسعى جاهداً لتحقيق للنجاح.

وارتقى رفيقنا باران ليلة 25 أيار في منطقة الشهيد دليل غرب زاب، في ساحة المقاومة بتلة آمديه، نتيجة هجوم غادر شنه جيش الاحتلال التركي، إلى مرتبة الشهادة، ليترك لنا رفيقنا باران الذي قاتل بشجاعة وكان مثالاً في التضحية وبشخصيته المتواضعة وثباته المتجذر في تحقيق النصر، إرثاً نضالياً ثرياً لا يُنسى، وإننا نجدد عهدنا بمواصلة نضال رفاقنا الشهداء، وتحقيق أهدافهم وأحلامهم.

 

27 مايو 2025

المركز الإعلامي لقوات الدفاع الشعبي